وسط الزرع و الخضر
بعيدة عن البشر و يا ويله إن كانت بعيدة عن قلبه
يفكر في حال من سكن تلك القبور
و حال من رحل عنهم الأهل و الولد و سكنوا تلك القبور
و يذكر من حال الميت و الحي العجاب
فهذا مات بالأمس
طاعته أحببت فيه الناس كما أحبه الله
فكانت جنازته مهولة مليئة بالبشر
البكاء و النحيب و الأسف
على وجوه من حضرو
و الأستراجع لله عند الأهل
أجتمع الغريب و القريب حولهم
يعزوهم في الفقيد و يرجو له الرحمة
فهذا يأتي بالمال لأم الأيتام
و ذاك يوصي الأبناء بخير وصايا الأسلام
و تلك تأتي بالطعام و الماء
لتطعم أرملة و أطفالها الأيتام
و تلك تحمل على عاتقها هم الأيام
و تزيله عن أختها في الأسلام
فتمكث في بيتها أيام
تكنس و تطبخ و ترعى الأيتام
تلك حال من من عليه الله
بالطاعة في الدنيا و الجزاء في القبر
و تلك حال أهل الخير من أهلهم في القرية
و شوفوا حالهم من أهل من كان أشر الناس بينهم
هذا مات
بعد أن ملئ الدنيا حركة و عصيان
فأهلكته الذنوب الغفلان
فأبغضه الرب فأبغضه أهل الأرض
و لولا الخير في القلوب
ما شيعه أنسان لمثواه
لكنهم أدخلوه قبره
و عيونهم تدمع و قلبهم يشع و لسانهم يقول::
اللهم أرحمه و أسكنه فسيح الجنات
فهو أخيه إن قدم الأذى و إن أساء
تلك معاني الإيمان و الأسلام
و أنظر إلي حال النسوة ناقصات العقل و الدين كما يقال
إذا توانت إحداهما عن تعزية أهل الفقيد
أهانها أهل البلد جمعاء
و أهانت نفسها لأنها لم تقدم للخير الأياد
تذهب تلك بصنية الطعام
ترضي بها أهل الفقيد
و تلك ترضيهم بمال
لعله يذكر أهل الفقيد
أنه كان في القلوب محاب
و ذاك رجل تكلف بتقبل التعزية عن الأهل
إذ كان ليس عندهم رجال
و ذاك جمع مشاهير القرية لواجب العزاء
و أخر تكلف بديون أخيه المسلم الفقيد
يحمد المسجد على هذا الحال