كل عام و انتم بخير





كم نحن سعداء

عندما ابقتنا الاقدار

الى هذا اليوم

لنبعث التهانى بمناسبة عيد الاضحى المبارك

الى اناس نحمل لهم

فى قلوبنا

كل الحب والاحترام

تقبلو خالص تحياتى

وكل عام وانتم والامة الاسلامية بخير
 
(:

طفلة القرش و الساغ




جميلة هي الطفولة ....

ما أجمل تلك الطفولة .... التي تنشر البسمة و الأفراح و السعادة

ما أجمل تلك الطفولة .... التي حين تلبس ثوب الكبار فتظهر براءة الأطفال 
ما أجمل تلك الطفولة .... التي عنونها قلوب بيضاء و الأبتسامة الوضاء



دائما نفرح بوجود الأطفال بيننا

في البيت .... في الشارع .... في كل مكان
و دائما ما تمتلك بسمات الأطفال قوة سحرية
تزيل الدموع و أحزان زمان



دائما نبحث عن تلك الطفولة

كي نتأكد أن هناك شئ جميل منير
في زمن غلب عليه ظلام حالك



دائما هي تسعدنا الطفولة 

و خاصة بالنسبة لي ...



فيومي كان رفيق تلك الطفولة اليوم ...

بدأته من طفل لم يتجاوز التاسعة ...
صعد على سريري و بدأ يداعبني و يقول بصوت عالي ...
" يلا يا أحمد ..... أنت هتنام للظهر و لا إيه ....! "
رغم أن الساعة لم تتجاوز السادسة صباحا
بيد أنه تلبس في لباس أمي حين توقظني 
بأبتسامتها الجميلة و جفونها السوداء التي تظهر سهرها طوال الليل
أبتسمت له و أحضتنته و قبلته 
ثم أفلت من يدي حين أستيقظ أبي
لعله يدرك المصروف قبل فوات الأوان ..... هههههههه
جهزت حالي و أنطلقت نحو كليتي 
و لم أصعد بعد للسيارة 
فإذ بصوت رقيق جميل يصرخني بأسمي
فألتفت فإذ بطفلة الأربعة أعوام .... قريبة لي
أبتسمت لها و أحضتنتها
فسألتني " هو أنت زاهب للمدرسة ..؟! "
ضحكت و قلت " أه "
قالتلي ..... " طيب متنساش الحلواة بتاعتي ... "
أبتسمت و أجبتها أنني لن أنسى 
أنطلقت في طريقي
حامدا ربي أنه أصبحني على وجوه البرائة و أبتسامة الصباح
انهيت فرضي في الجامعة
و في طريقي للبيت
وجدت طفلة لم تتجاوز الخامسة
تجلس على إحدى درجات سلم الكوبري
تطلب الصدقة و الاحسان
زهل عقلي و انتفض فؤادي
هل هذة طفلة ...؟!
تفحصتها ..... فوجدتها ...
وجه أبيض جميل و عيون عسلية الألوان
وضعت حجابها البنفسجي بإحكام على شعرها 
التي ظهرت خصلاته الصفراء
و عباء كتلك التي عند جدتي 
بنفسجية الألوان منقوشة بأزهار
و تلبس جوارب حشرت فيها أرجلها من برد الصباح
و شبشب أنقرض تواجده من زمان
تفحصت حالها جيدا ...
فلا يظهر عليها ملامح الشحاذين الصغار
فانا كثيرا ما أراهم ليل نهار
هؤلاء رسم على وجوهم بؤس الزمان و حاجاته البغضاء
و ملابسهم بعيدة عن التناسق و الألوان
أم هذة كأن هناك من يعتني بلباسها الفقير
و وجهها يدل أنها ليست من هذا الكار
و لكنه ذكرني بوجه عشقه قلبي و في الذكريات لم ينسى
ذكرتني بوجه أختي الجميلة
رحمها ربي و رحم تلك الصغيرة
سألتها .... لماذا تجلسين هنا ؟! "
أجابتني .... " أنا على باب الله ...."
أحقرت تلك الكمات فؤادي
و أراد العين الدموع و لكني حبستها في خشوع
فأطرقت يدي في جيبي
و أخرجت لها دارهم معدودة
لعلها تستكفي ..... أو لعل من يستعبدها يستكفي
أدرت ظهري لها
و انا أدعوا لها ... بأن يخلص طفولتها من قضبان هذا الزمان
و أدعوا لمن تركها هكذا .... بالعذاب في الدنيا و الأخرة 
ظلت صورتها تراودني طوال الطريق
و لم تغب عنب حتى هذا الحين ......







رحم الله الطفولة 
أم يكفيها أنها سبب وجود العصاة و الكافرين على قيد الحياة
و أن رحمة الله بها هي من تنزل المطر للعالمين
أم يكفيها أن تمحي أحزان سنين
لم يستطع أحد أن يمحها مهما طالت السنون
ثم نأتي ...
و نحبسها داخل قضبان من حديد
و حارسه البغيض يظهر لها بنظرة المنتصر الوعيد
" غدر الزمان " ، " ظلام فيه من الأشباح كل شكل و لون "

قريتي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



قريتي
ما أحلاها و ما أبهاها
شريان مياة يشقها نصفين
جنة على اليمين و جنة على الشمال
فيهما من كل ما لذا و طاب
خير كتير من الأرض الخصبة يطلع
و بشر وجههم القمحي أجمل
و لا القلوب الصافية البيضة 
و الجامع في وسط البلد يشهد
بأن لا إله إلا الله و الله أكبر
له عبد أرسله بكتاب و هدي للناس أجمع
و يشهد على ود و تراحم 
من أجمل ما عرفت و شفت في الدنيا أجمع
و يشهد على صور الخير و البر و لا أروع
و يشهد على إيمان يكبر و ينتشر 
و تلك صور مما صورها مئذنة جاميع يكبر
و يحمد ربه أن جعله بين أناس بشر 
ليس بين اناس لا هم بشر و لا هم أي شئ آخر
ينظر عن يمينه
يرى عيلة تجمعت ع الصفا
الطعام ينزل و يأذن بالكرم
بعده يبدأ الكلام عن الأحوال و الأيام الأخر
هاد يقبل يد أبيه
و أخيه يعطيه ما أخر من مال و ما تقدم
و هذة تساعد أمها
و تأخذ حكمة أمة السبعين و أكثر
و آخرى تدلك رجل أبيها و ترجو
رضاه عن ذنبها الذي لا يغتفر
و أطفال صغار لهم اللهو و اللعب 
و جوعهم لا ينتظر
عاوزين لحمة ... عاوزين كولا
عاوزين فلوس .... عاوزين لعبة 
هههههههههه
يضحكوا و يكركرو 
و يملوا البيت حياة و أمل
و شباب غرهم الشباب
رفعوا سيجارة على السطح
بعيد عن الأب و الجد
يتسامرون و يذكرون الحياة
إذا كان حلوة أستزادو
و إذا كان مرة أستهزؤا
يفطن لهم الاكبر
فيشخط و ينطر و يذكرهم 
بغضب الأب منهم و غضب الرب أكبر
فيتعظوا و ينزلوا يرجوا عفو أبيهم
و يستلموا بعدها الأيادي يقبلونها 
و يجلسوا ينهلوا من حكمة الأكبر






فيحمد المسجد ربه
و يوجه مئذنته يساره و كبر
فوجد جماعة الخير أجتمعت
تذكر ربها أولا
فتذكر أحوال دنيا لا تسر
يلقون الآراء في حكمة و يسر
و بعضها في جهل مر
يعلمون أشبال جلسوا حولهم
حكمة الحياة و هدفها
يأتيهم من بعيد 
شباب المستقبل
أبو جامعة و كلية حلوة
و أبو صنايع و العيشة فله
أبو الأزهر الغيور على دينه
و اللي مكملش تعليمه لكنه رضى 
يجتمعون بعد العشاء
يذكرون ربهم الكريم
و يفتحون أبواب كتير
الدين و السياسة و الرياضة و هلما جرة
في الدين .... لهم الحكمة و الحذر و العلم
و في السياسة .... شوية جهل على رأي كلمتهم و بعضها يصدق
الرياضة ..... شغلتهم و محل عملهم و أكتر كلامهم
و عندما تذكر المذاكرة و الدراسة 
يبتعد الغير متعلم في حياء 
و يقول :: ورايا مشوار
و يبتعد أبو صنايع :: و يقول ربنا يعينكم يا فشلة ههههههه
و يفضل أبو كليه و أبو الأزهر
مرة يعينوا بعضهم على المذاكرة
و مرة تانية يشكون منها في سخرية
ساعة وراء ساعة 
و لا احد يمل ... بل
يتجهون لوكرهم الأجمل
عند أحد الأصاقاء
المنتهية ولايته في الدراسة 
يعلبون كرة الطاولة
و أحدهم يكرمهم بعزومة كبيرة
كولا و شبسي الحجم العائلي
هههههههه
و تاني الكورة حياته 
و يفضل يتكلم عن الأهلي و الزمالك
و التالت الدين عنوانه
يبتسم و يتكلم بالقليل
فإذا ذكر الدين 
شمر و كبر
و بدأ يذكر و يعظ
و يظهر علمه الكبير على الملأ
و لا يغلبه أحد
و رابع دماغه كبيرة و عقله حكيم
بيفكر في المستقبل اللي قدام
و بيعمل بجد ليحققه من غير آلام
حمد المسجد ربه و كبر
و دعا لهم بالهدية و اليسر






نظر المسجد أمامه
وجد مدرسة العلم تنتظر
بزوغ الصبح و الشفق
ليأتي لها طلابها الكثر
دا أبن فلان و دا أبن علان
الكل سواسية في الفصل
تذكره بصفوف المصلين داخله
طلبة صغيرين و طلبه غره الأمل
مراهقة و حياة و حركة لا تنتهي
و مدرسين ربك يكون في العون
العيال يعرفوا الكمبيوتر و هما لا
يجتهدوا و يوفقهم ربهم 
كي يصبح مستواهم أعلى 
فيزيد ذلك حكمة تربيتهم 
فيخرج من تحت أيديهم
دكتور ... رق لمرض الفقراء
]مهندس .... له رؤيا البناء و الأعمار
صيدلي .... أتعبه رؤية السفر لأجل الدواء
برمجي كمبيوتر ..... غرته التكنولوجيا و أراد تعليمها لأهله
تاجر ..... أستغل الخيرات في الربح الوفير
عالم ...... أراد نهضة بنفسه و بلده 
مدرس ..... أعجبه مدرسوه و حكمتهم فأراد جانب من حظهم

تجلس المدرسة تبكي 
على الصمت الذي خيم عليها
مع رحيل الطلبة كل يوم
و تجلس تدعو أن ياتي النهار في القريب
كي ترى الجميل و النادر
طلبة جمعهم العلم 
و أساتذة أدبهم جم
كي ترى و تتعلم من الصغار
فهذا طفل يساعد صديقه في الدرس
و آخرون ملهون في اللعب
و طفله تجمل صديقتها بحاجب أجمل
و أخرى ترسم أحلام المستقبل 
فتفرح المدرسة و تبتهج
إلي ان ترى ما لا يسر
طفل فمه ملئته بذائت الشارع
و طفلة الحقد أمتلئ قلبها
فتهتز و ترتعش
و تطلب العون من أهل العون
فيجيبها المسجد أن أصبري 
فيعلم الطفل في خطبة الجمعة 
لا بذائة في المسلم .... فيعتذر الطفل
و يعلم الطفلة بالميكروفون 
لا حقد في قلب المسلم
فتعتذر الطفلة

تتمنى المدرسة رؤية هذا
و دوام هذا كل الدهر بين جدرانها
ترى أساتذة تربوا في حلقات القرأن
لا مثال لهم إلا من القرأن و السنة
شرحهم سلس بسيط غزير العلم
و ناظر قائم على رؤسهم
يجلد هذا إن أنحرف و يحذره
و يكرم هذا أن أستقام و يهنئه
يرق المسجد لرؤية المدرسة تبكي
و يجلس يذكرها بكل ما تقدم
و يمنيها بأن الصبح قادم







يلتفت المسجد خلفه فيرى
قبورا جاسمة وسط ظلام الليل
وسط الزرع و الخضر 
بعيدة عن البشر و يا ويله إن كانت بعيدة عن قلبه
يفكر في حال من سكن تلك القبور 
و حال من رحل عنهم الأهل و الولد و سكنوا تلك القبور
و يذكر من حال الميت و الحي العجاب
فهذا مات بالأمس
طاعته أحببت فيه الناس كما أحبه الله
فكانت جنازته مهولة مليئة بالبشر
البكاء و النحيب و الأسف
على وجوه من حضرو 
و الأستراجع لله عند الأهل
أجتمع الغريب و القريب حولهم
يعزوهم في الفقيد و يرجو له الرحمة
فهذا يأتي بالمال لأم الأيتام
و ذاك يوصي الأبناء بخير وصايا الأسلام
و تلك تأتي بالطعام و الماء
لتطعم أرملة و أطفالها الأيتام
و تلك تحمل على عاتقها هم الأيام
و تزيله عن أختها في الأسلام
فتمكث في بيتها أيام 
تكنس و تطبخ و ترعى الأيتام
تلك حال من من عليه الله
بالطاعة في الدنيا و الجزاء في القبر
و تلك حال أهل الخير من أهلهم في القرية
و شوفوا حالهم من أهل من كان أشر الناس بينهم
هذا مات
بعد أن ملئ الدنيا حركة و عصيان
فأهلكته الذنوب الغفلان
فأبغضه الرب فأبغضه أهل الأرض
و لولا الخير في القلوب
ما شيعه أنسان لمثواه
لكنهم أدخلوه قبره
و عيونهم تدمع و قلبهم يشع و لسانهم يقول::
اللهم أرحمه و أسكنه فسيح الجنات
فهو أخيه إن قدم الأذى و إن أساء
تلك معاني الإيمان و الأسلام
و أنظر إلي حال النسوة ناقصات العقل و الدين كما يقال
إذا توانت إحداهما عن تعزية أهل الفقيد
أهانها أهل البلد جمعاء
و أهانت نفسها لأنها لم تقدم للخير الأياد
تذهب تلك بصنية الطعام
ترضي بها أهل الفقيد
و تلك ترضيهم بمال 
لعله يذكر أهل الفقيد
أنه كان في القلوب محاب
و ذاك رجل تكلف بتقبل التعزية عن الأهل
إذ كان ليس عندهم رجال
و ذاك جمع مشاهير القرية لواجب العزاء
و أخر تكلف بديون أخيه المسلم الفقيد
يحمد المسجد على هذا الحال






يكبر المسجد و يدعو الناس للصلاة
صلاة لا أذان لها و لا هي للعيان
صلاة خشوع و إيمان
صلاة في جوف الليل تزيدهم إيمان
و لسان شيخه الكريم
مازال صدى كلماته من درسه الأخير
" انما الهكم اله واحد فاستقيموا اليه واستغفروه وويل للمشركين "

حكايتي




كان يا مكان
في سالف العصر و الأوان
كان فيه أنسان أسمه أبو حميد
أنتقى له المنان
أبوين متل العصافير الجنان
و عيلة جميلة كبيرة قلبهم على بعض أخوان
دا يهشتك فيه و دا يدلع كمان
لحد ما طلع فسدان 
هههههههههه
شرب الأصالة و حنية القلب كمان
من قرية في ريف الكرامة و الإيمان
تلات سنين مشبعش منه جده الفرحان
حتي جائت فرصة للوالد فيها فلوس جنان
فسافر بعيلته الصغيرة 
بنت و ولد و أم و في نفس الوقت أستاذة كمان
رحنا أسوان في بلد رمسيس التاني 
في أبوسمبل بالتحديد جنب معبده كمان
سكنا جنب النوبيين و الصعادية الجدعان
عرفت هناك محمدين و عثمان
و عرفت الحج عبدالله صاحب جنينة الجوافة و الرمان
صاحبي الأنتيم
بس أنا عندي ست سنين هو عنده ستين
عشت تلت سنين أحلى سنين
بين مدرسة بأشخط و أنطر في العيال العيال لأني أبن المعلمة
ههههههههههههههه
و بين أصحاب ابويا اللي كانوا بيجبولي الشكولا
هههههههه
و بين عم عبدالله اللي بيدني الرومان
و عثمان اللي حولين شجرته بتاعت البلح
بلف و أدور و أحدف فيها الطوب علشان تنزل بلحها المعسول
و المعبد اللي شوفتو كتير و كتير
و دخلته و شوفت عظمة قدماء المصريين
و رسمت من على جدرانه
حضارة آلاف السنين






أتى يوم و قال لنا الأب الكريم
عاوين نرتقي و نشتري بيت كريم
و نبني و نعمر لله رب العالمين
و نترك بيت الإيجار لبيت كبير 
و رحلنا لقرية وسط الصحراء
أمامها الطريق و خلفها جبال و رمال
و العجيب أن أسمها الزهور
و دخلنا بيتنا الجديد 
لاقيناه جدران حجارة جنب حجارة
حتى السقف مش لاقينه
قال أبويا نصبر و بكرة هتبقى جنة من الرحمان الرحيم
عشنا أسبوع جحيم
بالنهار نبني و نصلح البيت المهجور
و نملئ الجراكن مياة من على بعد ميل
الراجل أبو حميد يقول لأخته
هاتي عنك أ أشيل
و هو مش قدار يشيل نفسه
يجي الوالد و يحمل الأتنين و الجراكن كمان
و بالليل ... برد و سحقعا 
ننام على فرشة على الأرض
الباب مقفول و السقف مفتوح
بحري بحري و على النيل
و منظر النجوم يأسر الكل
لكن نعمل إيه في البرد الثقيل
نسيت أقول .... خالي شاب الأمين
أتي لينا و أحنا لسة في البيت الجديد
بيحاول يلاقي شغله في الوادي الجديد
لكنه أستقر معانا و مع والدي في شغله الجديد
كنا بنسهر نلعب " صلح و كوتشيينة كمان "
و عدت الأيام الصعبة 
و عملنا السقف بإدينا و الله
و لونا البيت ألوان 
و عملنا كنبة من عند النجار اللي قدمنا
و زرعنا جنة أمامنا
و عملنا سياج حول تلك الجنة 
و العيشة بقت فله و هنية 
و البيوت المهجورة اللي حولينا
سكنها أهلها و بقيت الزهور 
أسم على مسمى 
عشت في البيت دا 
7 سنين و الله
أيامهم كانت بتتغير على مدار السنة 
زيها زي فصول السنة 
مرة ربيع و مرة صيف
و مرة خريف و مرة شتاء
و أتى يوم المدرسة 
و بقيت خلاص زي بتوع المدرسة
واجب مدرسي و علقه كل يوم من المعلمة
ههههههههههههه
كما تدين تدان يا أبو حميد
سنة أولى عدت 
و وراها سنتين و الحمد الله
عرفت فيهم ناس كتير و الله
محمود الأسكندراني
و محمد الفيومي
و محمد المنصوري
و غيرهم كتير و الله
أعز أصحاب في أصعب المراحل
مراهقة صعبة و أيام حلوة






مرة واحدة 
و لاقيت فصل الربيع قلب شتا
يوم أمتحان تلتة أبتدائي
آخر أمتحان و خلصنا بقى 
و جاء ربك بأمره فأنتهى 
رحل محمد المنصوري أمام عنيا
و الدم لسه في منديل صاحبنا و أخونا
عربية سريعة صاروخ
كانت ليها الكلمة
زعلنا و حزنا 
و دفناه في مقابرنا اللي ورا بيوتنا
بعده بأيام
أرسل ربي رسالته التانية
مع ملكه عذرائيل عليه المنه
فأصطحب أختي في رحلة 
فأحبت المقام و بقيت مع عمرها الخمسة 
رحلت بعدما رسمت 
بأقلام رصاص على جفون أمي
رسمت صورة أم ثكله و طفله برئية
و تركت عقل أخ يتمنى
أن يا ليتها لم تصعد السيارة
و ياليته مكانها
لم تصدق عيناه و ظل عقله مشتت
حتى رأى سيارة صفراء
تتمد فيها أخته في بردها الأبيض
و رحلت و سكنت بجوار صديقه محمد
في المقابر و راء البيوت





أتى على أبو حميد 
خريف طويل
يتخلله نسمات ربيع قليلة
تقدمنا في الدراسة و الحمد الله
لا نفقه شئ في E و لا حتى في العربي
كل اللي أفهمه
رياضة و معلومات علوم و قصص التاريخ
و صور الجغرافيا
و اللعب دا أبرع شئ
و أوعى تنسى هواية الرسم و يعيني عليها
مرة عملت فيها المخترع الصغير
و عملت ماكيت صغير
فيه جنينة و زحلقة و كراسي و شمسية
فكرة شفتها في التلفزيون و عملتها
ساعدني والدي بخبرته 
و عملتها و رحت أعمل فيها الكبير على العيال في المدرسة
هههههههههههه
النوبي قالي :: تعال بص يا عثمان أحمد عامل إيه .....؟
و بحلق في اللي عملته و أداها عين
عين الحسود فيها عود
ههههههههههههههه
الصعيدي قالي :: عيل و كان بيلعب أضربه يا ولد ....
و جرى ورايا و أنا بطلع لساني له و أجري
هههههههههه
شافني الناظر و قال :: الله جميلة جدا
و خزنها في المخزن
و الا رسوماتي
رسمت مرة هرم و برج و أبو الهول و جنبهم نيل و مركب أخضر
أخدها المدرس و قالي هحطها في المعرض
و كان زي ما قال
في أجازة الصيف
أخدني الناظر من البيت 
رحنا مركز السيدة سوزان مبارك للأطفال
و شفت البتاع بتعاي و كمان الرسمة بتاعتي
و لقيت عليال كتير بتقلدني و عملوا حاجات أحسن مني
البنات طبخوا البسبوسة النوبي و أكلناها
و شافونا شوية أجانب
طلوا علينا من الباب شافوا أعمالنا
أفتركوها لبيكاسوا فأشتروها
هههههههههههههه





عادينا الأبتدائي 
و ياريتنا ما عادينا
لقينا أعدادي 
و مراهقته أصعب و عالم أكبر
في ظل ظروف أصعب
مسجد صغير و الكبير لسه بيتبنى
و شيوخ عن المنهج يحتاجوا لمرشد
و ضغط مراهقين مستفز و أصعب
و ثقافة و علم أقل و في الحضيض
بصراحة خدامات منتهية الصلاحية
حتى الأهل الله يكون في العون
من بحث عن الحياة الكريمة في الأموال
لتربية سليمة و مفيدة
و مشاكل مراهقين لا تخلص
و الحبيبة الصغار و حال ما يسر
قلنا نحفظ القرآن فيه الحل
بس مين يحفظنا
إذا كان شيخنا سباك أو مدرس رياضة
فعزلنا الفكرة 
حتى منّ الله علينا بدارس القرأن حافظه
درسنا و خلصنا جزء عم
بعدها وقفت الدروس
سافر شيخنا و تولى
و تركنا لشيطان و شهوات لا ترحم
و كل يوم في الدين نسأل 
و لا نجد من يجيبنا فنشفى
حتى كتب الدين تخلت 
عنا و لم تأتي و ترشدنا
أصاب جميعنا فهم غلط
أخطأنا العمل و الفعل فغضب
رب رحيم من السماء نظر
فوجد مراهقين صغار
بين العاشرة و الثالثة عشر
تتقذفهم الأهواء و النزوات 
لكنهم لفرضه أقوم و أسرع
صلاة يوم بيوم و لا نفتر
و صيام رمضان نقول فيه
أنا الاكبر :: أكملت الشهر كاملا
لا أنا الأكبر :: أكملته أيضا قياما
لا انا , لا انا , لا نا
و وجد أطفال قلوبهم للخير عامرة
لكن طريقهم ضل بمضل أثم
فأهدانا شيخا للعلم تفرغ
لكل جمعة درس و أعد 
فألقى درسه و أستمتع
و فهم المراهقين الامر و أمتنعوا
على سئ فعلوه و لم يفعلوه
لكن بقيت همتهم في الدين أقل
فأقل معهم العلم الأكبر
دراسة كتاب كريم و هدي حبيب




مرت أيام السوء
و أنا كل يوم أتحسر و أشكر
أتحسر على سوئها المبغض
و أشكر نعمة الله و فضله
بأن أنتشلني من أرض القحط و السوء
إلي أرض الخير و الجود
فقد تنبه الوالد للتعليم السئ
و أراد بي الخير و ربي وفق
فردني إلي قريتي لأتعلم و أنتهل
جود و كرم و إيمان يتنشر
عدت لقريتي بعد عشر سنين درر
تعلمت و لله الحمد الدرس و أيقنت
أن لهجرة الرسول درس أكبر
عدنا لقريتنا الأجمل
لكن بعدد غير العدد الذي به ذهبنا
عددنا أب و أم ثكلى
و ولد أكبر و طفلين أصغر
و تركنا طفلة للخمس اعوام أكبر 
في تراب أهل النوبة الكرام
و لها في قلوبنا دعاء لربنا بأن يتقبل

ورقة أمتحان




تيك تاك تك
تيك تاك تك


تتسارع دقات الساعة
مع دقات القلوب


تعلن الأولى بداية الأمتحان
و تعلن الثانية بالزلازل


أصطف للأولى شبان
في زهو العمر ألوان
فتى و فتاة 
قوي و ضعيف
ذكية و حمقاء
عاقل و جاهل
كلهم لهم أمتحان 
واحد لا غير و لا يتلون بألون


و أرتشعت الأيداي للثانية 
و فقدت الأعصاب
أكلت الأنامل ندما
و أختنفت الانفاس في الخلاء
و غرقت الملابس في العرق 
و نحن ما زلنا في شهور الشتاء


قاعة صماء
و مشروفون في الطرقات
جيئة و ذهاب
يقولون …
" يوم الأمتحان يكرم المرء أو يهان "


لأول مرة أعلم
أن للصمت عذاب
و أن ساعة النهار
تزيد عن دقيقة الستين


شابت الشعور
و جحظت العيون 
و أعصاب في الانهيار
الكل ينتظر الامتحان


كم سؤال ؟
ما هو أول سؤال ؟
كيف شكل الامتحان ؟


دقائق 
و لكنها كـ سنة بأيام
تصل ورقة بدايتها
" بسم الله … نبدأ الأمتحان "


دقة بدقة 
تزلزل الأنسان
ما أصعب دقات القلوب 
حين يبدأ الأمتحان 
رفعت الورقة أعلى 
أقرء ما فيها من أمتحان
و كان ما كان 

السؤال الأول
ما دينك ؟

هنا عقد لساني و شلت أفكاري
لقد سمعت هذا السؤال
كانت تردده أمي لي
حين يزادد العقوق و النكران
كان يردده مسجدي
في كل جمعة و أذان
كان يردده من ظلمتهم بجهالة
عند كل ظلم و إستكبار
كان تردده فريستي
عندما جبنت و كنت مع الجيفة سواء

فلماذا لا أتذكر أجابته الآن ؟! 
لماذا ... لماذا؟؟!

قالت لي نفسي ....
" سيبه و شوف غيره 
لسه سؤالين 
و أوهو ينجحوك 
و تخلص بقى من الأمتحان "

سمعت كلمها و رحت
للسؤال الثاني
فكان هذا ما كان 

السؤال الثاني
من نبيك ؟

هنا شل القلم 
و تاهت الأفكار
و أبى العقل إلا النسيان
فأنا صديق النسيان
خاصة تلك الأسماء
التي يطلقون عليها أسم 
" أسماء الأنبياء "
و حاولت تذكر هذا الأسم 
و لكن هباء
فقد كان يقول مدرسي دائما
نبينا قال ..... نبينا قال ....
قال صل و صم و زك و حج لك جنان
قال ربي و هذب و علم و نور القلب بالإيمان
قال أقر و أعمل و أنشر السلام

قال و قال و قال
لكن الأسم في النسيان


أاااااااااااااااااه
تذكرت 

أليس ذلك الأسم الذي يردده مسجدي كل آذان
أليس ذلك الأسم الذي يربطونه
بالرحمة و الإيمان
بالعطف و الأحسان
بالكمال و الجمال
بالأخلاق و الأدآب
بالأمانة و كرم الأعراب

لكني أنسى دائما الأسم
فسحقا لعقلي و لذلك النسيان

فقالت لي نفسي ....
" لو كنت تعلم أنه سيأتي في الأمتحان 
كنت قرأت عنه و عرفت أسمه 
يلا ... مش مهم
السؤال الأخير أكيد أنت عرفه
و الأستاذ هيعطف عليك و ينجحك "


سمعت الكلام تمام
و رحت للسؤال الثالث
و الأخير كمان
و كان هذا ما كان 


السؤال الثالث
من ربك ؟

عندما وصلت هنا
زادت عصبيتي و إرتعشت يدي
و لما لا
فأنا لم أحل أي سؤال
و قد لا أجيب على ذلك كمان
و أرسب في الأمتحان 

و عندما رأيت السؤال 
جحظت عيني و سقط قلمي
فأنا أتذكر تلك الكملة جيدا
رب ..... رب ..... رب

أليست تلك التي علق صورتها أبي
في بيتنا 
أليست تلك الكلمة التي ترددها جدتي
في دعائها كل صباح
أليست تلك الكلمة 
التي قالها من ظلمتهم عندما أنصرفوا
أليست تلك الكلمة 
التي رددها صديقي 
عندما كانت زوجته تهديه طفلا


أمسكت رأسي بيدي أفركها
لعل ذلك يحرك شئ
فأمحي النسيان و أتذكر الأجابات

نظرت يميني
رأيت شبابا وجهوهم كالنور من الفرحة 
بتلك العلامة السمراء على رؤسهم
ببسمة سنهم الأبيض الخلاب
و رأيت 
فتيات كأني أرى على رؤسهم التاج
رغم سواد ملابسهم السمراء
و زنين لهم 
كزنين النحل الكرماء
لكن زنينهم 
تسبيح و تهليل و تحميد

وقف من هؤلاء الشباب للخروج
و من لجنة الأمتحان
و أخبر المراقب بإنتهائه من الأمتحان 

فتعجبت و قلت
كيف أنتهى من الأمتحان بسهولة و أمان ؟


و نظرت يساري
و رأيت أخلاء أعرفهم
ببهجتهم و صخبهم و حياة الملزات
لكن حالهم مع الأمتحان
أصعب من حال و أسوء كمان
يلتفتون يمنة و يسار
يريدون الجواب على الأمتحان
يعضون الأنامل ندما على الأيام
و بنات منهم
يشددن شعورهن و يخربون المكياج
و شباب منهم
جن و شابت شعورهم في لحظات
و أنا مثلهم و في أصعب حال


صدمت من الإمتحان 
و هامت روحي 
و لم تعد رجلاي تحملان
كاهلي و هذا الامتحان
فسقطت مغشيا
جاء الطبيب و أفاقني 
و أخبرني أني بخير حال
و أعطاني دواء لعلة جسدي
و لا يدري ان علتي
في تلك الروح الهائمة 
و ذلك القلب السواد


دقائق أخرى 
و أنتهى الامتحان 
و كما وزعت الأوراق 
جمعها المراقبون كمان
و كل الطلبة كانوا فريقان 
فريق البهجة و النور في الوجوه
و فريق مثلي هائم على الوجوه
رؤس منكسة تنظر للأرض من الخذلان
تحركت رجلي بعجب
و ساقتني لجسر لنيل الأمصار
و تحولت عيوني لمجرى المياه
و عقلي يسبح و يرجع الذكريات
كيف سأعود لبيتي
بعد هذا الخزلان
و خلال دقائق لا أتذكر حرفا مما قيل
لعنك الله يا ذا الصاحب البائس
يا من أجلت أعمالي لحين يوم الإمتحان
فكنت أنا من أهل الرسوب و الإخفاق
و فررت أنت بغدرك و قلت
" أنا نفسي أنا نفسي
لا أعرفك و لا تعرفني
كنت أنا على عصيان فلماذا أتبعتني 
أنا نفسي أنا نفسي "


لا حياة لي بعد الآن 
غدر بي الصاحب البائس
و خسرت الإمتحان 
و لن أجعل روحي تخسر
بعصيانها في حياة آخري و لو أيام 
أفضل لي أن يحويني هذا النهر في جوفه و ظلمته
من أن تحويني الحياة أو أعود لدورة إعادة الإمتحان


هممت بالإنتحار
في يأس و ضعف و إيمان
بأن لا خيار إلا الانتحار للخذلان

فإذ بيد تحوطني 
و ترفع رجل من على حافة الهاوية 
و هو يقول
" مهلا يا صديقي .. "

فذعرت و وجلت 
و نظرت 
لأرى وجه كأنه النور
كالقمر في ليلة الأنتصاف
و سن مبتسم
هدأ روعي في لحظات

فقال لي ..
" لما الإنتحار و اليأس من الأيام ؟
فقلت ...
" ضاقت الحياة بي و أهلكتني الأيام "

فرد قائلا
" ما زال في جسدك روح
و ما زال في الأيام ساعات
تجهز بسلاح لك
و أهلك يأس و نار الأيام
قبل أن تهلكك بالإنتحار "

فأخبرته ...
" بأي سلاح و أنا على عصيان 
و صحبي غدر و ولى بنكران
و جيبي لا يملك درهما و لا دينار "

فأخبرني ...
" مازال الخير موجود 
و النور موجود في الظلام
هناك في تلك الجزيرة و سط الرمال
يابسها أسود خصب
و زرعها أخضر يانع
و أهلها أخيار
أذهب هناك
و عش أحلى حياة 
بطاعة الله
فهي سلاح 
و خير السلاح "



ففرحت و عزمت 
و حملت خلتي و عصاي
و هجرت اليأس و سوء الحال
وفي الطريق
أرهقني مشي الصحراء
و جفاف الماء
فبت ليلتي القمراء
في العراة على الرمال الصفراء
و أضجعت و نظري للسماء
و أتأمل حالي
الذي تبدل من حال إلي حال
و أنظر مستقبلي في الواحة الخضراء
فرأيت شهبا تخترق النجوم الصماء
و تنتهي بعيدا في السماء
هنا حمدت ربي 
و رجوته بأن يحميني بنجوم كتلك التي في السماء
تبعد عني شيطان 
صاحب الأمس و عدو الحاضر و المستقبل
بإذن الله

أصبحت نهاري 
بلفحات من ضياء الشمس
و توكلت على الحفيظ
إلي الجنة الخضراء
و كان ما كان

فقد رزقني ربي 
بنجوم ليست من السماء
و أنما نجوم من بني الأنس 
نجوم عربا أخلاءطريقهم خير
و حياتهم خير
و قولهم خير
و صمتهم خير
و قلبهم خير
و جوارحهم خير

عمرو القلب الخاوي
بحب في الله
و عمرو العقل الجاهل
بحكمة العلماء
و أشغلوا الجوارح الصامتة
بحركة و دأب و نشاط
و أضحكوا فيّه عابس
بضحكات و بسمات

كانت الواحة الخضراء
كعقار دأب و نشاط
فشفي جسدي 
كأنه كان في عقال
و كان النجوم الأخلاء
عصاي أرتكز عليها في هذة الحياة
و كانت كتبي و ليل سهري
وسيلة النجاح
في إعادة دورة الإمتحان

و فهمت لما كان الشباب 
أهل اليمين
كانوا مبتسمين
و وجهوهم كنور المبين
و لما كانت الأميرات الفتيات
يسبحن و يضعن تاج الحجاب

فهؤلاء من منّ عليهم المنان
بثلاث أشياء
1- معرفته
2- صحبة أوليائه و أهل محبته
3- فقه الدين و الحياة


أعدتنا لأمتحان المدرسة
أشهرا و أيام 

و إن رسبنا 
فهناك إعادة لتجبير النقصان
و إن نجحنا نعلن الأفرح

فهل أعدتنا شيئا لأمتحان لا إعادة له ؟!
هل أعدتنا شيئا في تلك السنين و الأيام؟!
هل أعتدتنا شيئا نجيب به
على سؤال الملكان؟!

يقول تبارك الحق :
يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياه الدنيا وفي الاخره ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء
ابراهيم (آية:27)

كتبه / أحمد
17/1/2011


Back to Home Back to Top نسمات الربيع. Theme ligneous by pure-essence.net. Bloggerized by Chica Blogger.