قريتي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



قريتي
ما أحلاها و ما أبهاها
شريان مياة يشقها نصفين
جنة على اليمين و جنة على الشمال
فيهما من كل ما لذا و طاب
خير كتير من الأرض الخصبة يطلع
و بشر وجههم القمحي أجمل
و لا القلوب الصافية البيضة 
و الجامع في وسط البلد يشهد
بأن لا إله إلا الله و الله أكبر
له عبد أرسله بكتاب و هدي للناس أجمع
و يشهد على ود و تراحم 
من أجمل ما عرفت و شفت في الدنيا أجمع
و يشهد على صور الخير و البر و لا أروع
و يشهد على إيمان يكبر و ينتشر 
و تلك صور مما صورها مئذنة جاميع يكبر
و يحمد ربه أن جعله بين أناس بشر 
ليس بين اناس لا هم بشر و لا هم أي شئ آخر
ينظر عن يمينه
يرى عيلة تجمعت ع الصفا
الطعام ينزل و يأذن بالكرم
بعده يبدأ الكلام عن الأحوال و الأيام الأخر
هاد يقبل يد أبيه
و أخيه يعطيه ما أخر من مال و ما تقدم
و هذة تساعد أمها
و تأخذ حكمة أمة السبعين و أكثر
و آخرى تدلك رجل أبيها و ترجو
رضاه عن ذنبها الذي لا يغتفر
و أطفال صغار لهم اللهو و اللعب 
و جوعهم لا ينتظر
عاوزين لحمة ... عاوزين كولا
عاوزين فلوس .... عاوزين لعبة 
هههههههههه
يضحكوا و يكركرو 
و يملوا البيت حياة و أمل
و شباب غرهم الشباب
رفعوا سيجارة على السطح
بعيد عن الأب و الجد
يتسامرون و يذكرون الحياة
إذا كان حلوة أستزادو
و إذا كان مرة أستهزؤا
يفطن لهم الاكبر
فيشخط و ينطر و يذكرهم 
بغضب الأب منهم و غضب الرب أكبر
فيتعظوا و ينزلوا يرجوا عفو أبيهم
و يستلموا بعدها الأيادي يقبلونها 
و يجلسوا ينهلوا من حكمة الأكبر






فيحمد المسجد ربه
و يوجه مئذنته يساره و كبر
فوجد جماعة الخير أجتمعت
تذكر ربها أولا
فتذكر أحوال دنيا لا تسر
يلقون الآراء في حكمة و يسر
و بعضها في جهل مر
يعلمون أشبال جلسوا حولهم
حكمة الحياة و هدفها
يأتيهم من بعيد 
شباب المستقبل
أبو جامعة و كلية حلوة
و أبو صنايع و العيشة فله
أبو الأزهر الغيور على دينه
و اللي مكملش تعليمه لكنه رضى 
يجتمعون بعد العشاء
يذكرون ربهم الكريم
و يفتحون أبواب كتير
الدين و السياسة و الرياضة و هلما جرة
في الدين .... لهم الحكمة و الحذر و العلم
و في السياسة .... شوية جهل على رأي كلمتهم و بعضها يصدق
الرياضة ..... شغلتهم و محل عملهم و أكتر كلامهم
و عندما تذكر المذاكرة و الدراسة 
يبتعد الغير متعلم في حياء 
و يقول :: ورايا مشوار
و يبتعد أبو صنايع :: و يقول ربنا يعينكم يا فشلة ههههههه
و يفضل أبو كليه و أبو الأزهر
مرة يعينوا بعضهم على المذاكرة
و مرة تانية يشكون منها في سخرية
ساعة وراء ساعة 
و لا احد يمل ... بل
يتجهون لوكرهم الأجمل
عند أحد الأصاقاء
المنتهية ولايته في الدراسة 
يعلبون كرة الطاولة
و أحدهم يكرمهم بعزومة كبيرة
كولا و شبسي الحجم العائلي
هههههههه
و تاني الكورة حياته 
و يفضل يتكلم عن الأهلي و الزمالك
و التالت الدين عنوانه
يبتسم و يتكلم بالقليل
فإذا ذكر الدين 
شمر و كبر
و بدأ يذكر و يعظ
و يظهر علمه الكبير على الملأ
و لا يغلبه أحد
و رابع دماغه كبيرة و عقله حكيم
بيفكر في المستقبل اللي قدام
و بيعمل بجد ليحققه من غير آلام
حمد المسجد ربه و كبر
و دعا لهم بالهدية و اليسر






نظر المسجد أمامه
وجد مدرسة العلم تنتظر
بزوغ الصبح و الشفق
ليأتي لها طلابها الكثر
دا أبن فلان و دا أبن علان
الكل سواسية في الفصل
تذكره بصفوف المصلين داخله
طلبة صغيرين و طلبه غره الأمل
مراهقة و حياة و حركة لا تنتهي
و مدرسين ربك يكون في العون
العيال يعرفوا الكمبيوتر و هما لا
يجتهدوا و يوفقهم ربهم 
كي يصبح مستواهم أعلى 
فيزيد ذلك حكمة تربيتهم 
فيخرج من تحت أيديهم
دكتور ... رق لمرض الفقراء
]مهندس .... له رؤيا البناء و الأعمار
صيدلي .... أتعبه رؤية السفر لأجل الدواء
برمجي كمبيوتر ..... غرته التكنولوجيا و أراد تعليمها لأهله
تاجر ..... أستغل الخيرات في الربح الوفير
عالم ...... أراد نهضة بنفسه و بلده 
مدرس ..... أعجبه مدرسوه و حكمتهم فأراد جانب من حظهم

تجلس المدرسة تبكي 
على الصمت الذي خيم عليها
مع رحيل الطلبة كل يوم
و تجلس تدعو أن ياتي النهار في القريب
كي ترى الجميل و النادر
طلبة جمعهم العلم 
و أساتذة أدبهم جم
كي ترى و تتعلم من الصغار
فهذا طفل يساعد صديقه في الدرس
و آخرون ملهون في اللعب
و طفله تجمل صديقتها بحاجب أجمل
و أخرى ترسم أحلام المستقبل 
فتفرح المدرسة و تبتهج
إلي ان ترى ما لا يسر
طفل فمه ملئته بذائت الشارع
و طفلة الحقد أمتلئ قلبها
فتهتز و ترتعش
و تطلب العون من أهل العون
فيجيبها المسجد أن أصبري 
فيعلم الطفل في خطبة الجمعة 
لا بذائة في المسلم .... فيعتذر الطفل
و يعلم الطفلة بالميكروفون 
لا حقد في قلب المسلم
فتعتذر الطفلة

تتمنى المدرسة رؤية هذا
و دوام هذا كل الدهر بين جدرانها
ترى أساتذة تربوا في حلقات القرأن
لا مثال لهم إلا من القرأن و السنة
شرحهم سلس بسيط غزير العلم
و ناظر قائم على رؤسهم
يجلد هذا إن أنحرف و يحذره
و يكرم هذا أن أستقام و يهنئه
يرق المسجد لرؤية المدرسة تبكي
و يجلس يذكرها بكل ما تقدم
و يمنيها بأن الصبح قادم







يلتفت المسجد خلفه فيرى
قبورا جاسمة وسط ظلام الليل
وسط الزرع و الخضر 
بعيدة عن البشر و يا ويله إن كانت بعيدة عن قلبه
يفكر في حال من سكن تلك القبور 
و حال من رحل عنهم الأهل و الولد و سكنوا تلك القبور
و يذكر من حال الميت و الحي العجاب
فهذا مات بالأمس
طاعته أحببت فيه الناس كما أحبه الله
فكانت جنازته مهولة مليئة بالبشر
البكاء و النحيب و الأسف
على وجوه من حضرو 
و الأستراجع لله عند الأهل
أجتمع الغريب و القريب حولهم
يعزوهم في الفقيد و يرجو له الرحمة
فهذا يأتي بالمال لأم الأيتام
و ذاك يوصي الأبناء بخير وصايا الأسلام
و تلك تأتي بالطعام و الماء
لتطعم أرملة و أطفالها الأيتام
و تلك تحمل على عاتقها هم الأيام
و تزيله عن أختها في الأسلام
فتمكث في بيتها أيام 
تكنس و تطبخ و ترعى الأيتام
تلك حال من من عليه الله
بالطاعة في الدنيا و الجزاء في القبر
و تلك حال أهل الخير من أهلهم في القرية
و شوفوا حالهم من أهل من كان أشر الناس بينهم
هذا مات
بعد أن ملئ الدنيا حركة و عصيان
فأهلكته الذنوب الغفلان
فأبغضه الرب فأبغضه أهل الأرض
و لولا الخير في القلوب
ما شيعه أنسان لمثواه
لكنهم أدخلوه قبره
و عيونهم تدمع و قلبهم يشع و لسانهم يقول::
اللهم أرحمه و أسكنه فسيح الجنات
فهو أخيه إن قدم الأذى و إن أساء
تلك معاني الإيمان و الأسلام
و أنظر إلي حال النسوة ناقصات العقل و الدين كما يقال
إذا توانت إحداهما عن تعزية أهل الفقيد
أهانها أهل البلد جمعاء
و أهانت نفسها لأنها لم تقدم للخير الأياد
تذهب تلك بصنية الطعام
ترضي بها أهل الفقيد
و تلك ترضيهم بمال 
لعله يذكر أهل الفقيد
أنه كان في القلوب محاب
و ذاك رجل تكلف بتقبل التعزية عن الأهل
إذ كان ليس عندهم رجال
و ذاك جمع مشاهير القرية لواجب العزاء
و أخر تكلف بديون أخيه المسلم الفقيد
يحمد المسجد على هذا الحال






يكبر المسجد و يدعو الناس للصلاة
صلاة لا أذان لها و لا هي للعيان
صلاة خشوع و إيمان
صلاة في جوف الليل تزيدهم إيمان
و لسان شيخه الكريم
مازال صدى كلماته من درسه الأخير
" انما الهكم اله واحد فاستقيموا اليه واستغفروه وويل للمشركين "

0 التعليقات:

Leave a Comment

Back to Home Back to Top نسمات الربيع. Theme ligneous by pure-essence.net. Bloggerized by Chica Blogger.